جهاد أزعور: شمال إفريقيا أمام فرصة للتحول الاقتصادي
أكد جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، خلال الاجتماعات السنوية لعام 2024 والتي تواكبها موزاييك عن بعد، على بعض الرسائل الأساسية حول التوقعات الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقوقاز وآسيا الوسطى.
ورغم التوقعات الإيجابية للنمو في المدى القريب، تظل حالة عدم اليقين مرتفعة بسبب التحديات الجيواقتصادية، وفقا لأزعور.
تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحديات كبيرة جراء النزاعات والتوترات السياسية، مما أدى إلى معاناة إنسانية وأضرار اقتصادية.
تخفيضات إنتاج النفط
وقد تسببت تخفيضات إنتاج النفط أيضًا في تباطؤ النمو ببعض اقتصادات المنطقة، وسط توقعات الصندوق التي تشير إلى نمو بنسبة 2.1% في 2024، بانخفاض عن التقديرات السابقة، ويرجع ذلك إلى تأثير الصراعات وتخفيضات إنتاج النفط، مع توقع ارتفاع النمو إلى 4% في 2025 حال انحسار العوامل المؤثرة.
أما بالنسبة لمصدري النفط في المنطقة، فهناك تفاؤل بأن النمو قد يرتفع من 2.3% في 2024 إلى 4% في 2025 إذا انتهت تخفيضات الإنتاج.
أما في الدول المستوردة للنفط، فيُتوقع تعافي النمو من 1.5% في 2024 إلى 3.9% في 2025، بشرط تحسن الظروف الأمنية والسياسية في المنطقة.
تحديات تجارية
على الجانب الآخر، تواصل منطقة القوقاز وآسيا الوسطى نموها بمعدل 4.3% للعام 2024، مع توقع ارتفاعه إلى 4.5% في 2025، لكن تباطؤ التجارة والتحويلات المالية يشكل تحديًا على المدى المتوسط، خاصةً بالنسبة لمصدري النفط. وتستمر عملية خفض التضخم في المنطقة مقارنة بالعامين الماضيين، إلا أن بعض الدول لا تزال تعاني من تضخم مرتفع جراء تحديات محلية.
وأشار أزعور إلى أن توقعات النمو على المدى المتوسط تبدو ضعيفة في العديد من الاقتصادات بالمنطقتين، ما يفرض الحاجة إلى تنفيذ إصلاحات مستدامة.
وتشمل أولويات الإصلاح تعزيز الحوكمة، وزيادة فرص العمل للنساء والشباب، وتشجيع الاستثمارات. ومن المتوقع أن يؤدي تحقيق نمو أقوى وأكثر مرونة إلى تحسين خلق الوظائف وتقليل مستويات الديون، مما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.
التهديدات الإقليمية
كما أشار أزعور إلى أن زيادة حدة الصراع في لبنان وسوريا أدى إلى ارتفاع حالة عدم اليقين في المنطقة، ما يشكل خطرًا إضافيًا على التوقعات الاقتصادية.
وقد يؤثر الصراع على اقتصادات المنطقة من خلال قنوات متعددة، بما في ذلك السياحة، التجارة، تقلبات سوق النفط، وتدفقات اللاجئين. وبالنسبة للسودان، هناك قلق متزايد من تأثير النزاعات المستمرة والتغيرات الجيوسياسية وتقلبات أسعار السلع على اقتصادات المنطقة.
دعم صندوق النقد الدولي
واختتم أزعور تصريحاته بتأكيد التزام صندوق النقد الدولي بدعم اقتصادات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقوقاز وآسيا الوسطى عبر تمويل مشاريع متعددة تهدف إلى تعزيز الاستقرار المالي وتحفيز النمو الاقتصادي.
وعقدت الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي لعام 2024 وسط تحديات اقتصادية وجيوسياسية كبيرة تؤثر على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وشهدت هذه المناطق في السنوات الأخيرة اضطرابات عميقة ناجمة عن الصراعات والتوترات الاقتصادية، والتي أضافت أعباءً جديدة على اقتصاداتها.
وفي ظل هذه الأوضاع، أصبحت التوقعات الاقتصادية للمنطقة مقلقة، إذ تواجه الدول المصدرة للنفط تحديات بسبب تخفيضات إنتاج "أوبك+" وتأثير الصراعات المستمرة في عدد من الدول مثل لبنان والسودان وغزة. أما الدول المستوردة للنفط، فهي تتعرض لضغوط إضافية بسبب ارتفاع التضخم وتذبذب أسواق السلع العالمية.
صلاح الدين كريمي